تحليل الأحقاد!
بقلم د.عثمان ابوزيد
تدخل الحملة الانتخابية مرحلة كسر العظم.
وهذا هو وقت الشائعات والأضغان التي تخرج من الصدور. وقت تنصب فيه فخاخ الخطابات الصارخة المستفزة. وقد تصل هذه الخطابات الصارخة إلى درجة التعدي على الأعراض وعلى المعتقدات التي ينبغي أن تكون موضع الاحترام من الجميع.
في هذا الوقت بالذات يعتصم أصحاب العقول الحصيفة بأقصى ما يملكون من التوازن النفسي والحلم وضبط النفس. اليائس هو من يلجأ إلى ساقط القول والفحش والبذاءة ، وهو حين يفعل ذلك إنما يحدّث عن نفسه ، وكل إناء بما فيه ينضح.
صدّقوني إن الشعب يحترم صاحب اللسان النظيف ، فمن أراد أن يكسب هذا الشعب الأصيل فليبتعد عن فاحش القول. صحيح أن بعض الناس يتسلى بما يسمع ويضحك مما يسمع ويرفه عن نفسه ، ولكنه لا يحترم إلا الذي يقول خيراً أو يصمت.
ذلك أن هذا الشعب الأصيل لديه أصول مرعية ، ومنها : «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس» قرآن كريم. ومن أصوله أيضاً : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» حديث شريف.
نلتمس من العقلاء ومن أصحاب الضمائر اليقظة من ساستنا في كل الأحزاب أن يلتزموا هذه الأصول ويكونوا قدوة للناس فيما يقولون ويفعلون ... ومن ضيّع الأصول حُرم الوصول.
قال الأولون : إن كلام الحكمة يوفق الأسماع ، وعمل الحكمة يروق العيون والقلوب. بالله عليكم أي نفع يتحقق من كلام الطيش ومن السب والطعن.
إن العنف اللفظي هو المؤدي إلى العنف الجسدي وإلى العدائيات بالسلاح ، وقد رأينا بياناً بالعمل في بلادنا وفي بلاد الناس من حولنا أن الاحتكام للسلاح لا يقود إلى أي صلاح.
وددت لو أن بعض صحافتنا تلتفت إلى استقصاء ما يقع من أخطاء في الخطاب السياسي لتدل على عواره وانحرافه. وقد أعجبني ما يفعله الكونقرس الإسلامي في كندا بتتبع هفوات الخطاب الإعلامي الكندي فيما يتعلق بتشويه صورة الإسلام ، ويضع تقريراً دورياً يرسله إلى وسائل الإعلام تحت عنوان «تحليل الأحقاد». لكن صحافتنا وبخاصة الصحافة الالكترونية تسارع في الأحقاد لتعيد إنتاجها وتوسع دائرتها.
لتكن الانتخابات مرحلة للحوار على أساس التعاون ، وإن لم يتحقق ذلك فبالتفاوض والمجادلة بالحسنى ، وفي ذلك جوهر التربية السياسية. وبالحجة والبرهان والتشاور واكتشاف المواقف تستمر مسيرتنا نحو البناء الوطني السليم.
هناك مسائل خلافية في كل مرحلة من مراحل البناء ، إما على مصالح ذاتية أو لاختلاف وجهات النظر. وفي حالة الاختلاف جُعل للمؤسسات حق الاختيار لما فيه المصلحة العامة ، وهذا يجب أن يقطع الخلاف على المستوى التنفيذي.
لا يستطيع القائد والرئيس أن يتبع كل ما يقوله الناس ، لأن ما يقوله الناس يكون أحياناً بعدد رؤوسهم سيما حين تدخل الأهواء والأغراض.
تكافؤ الفرص يعني ألا يحصل تجاهل لصاحب رأي ، وأن يعبر كل واحد عن نفسه في حدود المسؤولية والأدب.
وواهم من يعتقد أن تكافؤ الفرص في الديمقراطية هو أن يستوي الناس في الظروف والأحوال.
الراي العام
بقلم د.عثمان ابوزيد
تدخل الحملة الانتخابية مرحلة كسر العظم.
وهذا هو وقت الشائعات والأضغان التي تخرج من الصدور. وقت تنصب فيه فخاخ الخطابات الصارخة المستفزة. وقد تصل هذه الخطابات الصارخة إلى درجة التعدي على الأعراض وعلى المعتقدات التي ينبغي أن تكون موضع الاحترام من الجميع.
في هذا الوقت بالذات يعتصم أصحاب العقول الحصيفة بأقصى ما يملكون من التوازن النفسي والحلم وضبط النفس. اليائس هو من يلجأ إلى ساقط القول والفحش والبذاءة ، وهو حين يفعل ذلك إنما يحدّث عن نفسه ، وكل إناء بما فيه ينضح.
صدّقوني إن الشعب يحترم صاحب اللسان النظيف ، فمن أراد أن يكسب هذا الشعب الأصيل فليبتعد عن فاحش القول. صحيح أن بعض الناس يتسلى بما يسمع ويضحك مما يسمع ويرفه عن نفسه ، ولكنه لا يحترم إلا الذي يقول خيراً أو يصمت.
ذلك أن هذا الشعب الأصيل لديه أصول مرعية ، ومنها : «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس» قرآن كريم. ومن أصوله أيضاً : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» حديث شريف.
نلتمس من العقلاء ومن أصحاب الضمائر اليقظة من ساستنا في كل الأحزاب أن يلتزموا هذه الأصول ويكونوا قدوة للناس فيما يقولون ويفعلون ... ومن ضيّع الأصول حُرم الوصول.
قال الأولون : إن كلام الحكمة يوفق الأسماع ، وعمل الحكمة يروق العيون والقلوب. بالله عليكم أي نفع يتحقق من كلام الطيش ومن السب والطعن.
إن العنف اللفظي هو المؤدي إلى العنف الجسدي وإلى العدائيات بالسلاح ، وقد رأينا بياناً بالعمل في بلادنا وفي بلاد الناس من حولنا أن الاحتكام للسلاح لا يقود إلى أي صلاح.
وددت لو أن بعض صحافتنا تلتفت إلى استقصاء ما يقع من أخطاء في الخطاب السياسي لتدل على عواره وانحرافه. وقد أعجبني ما يفعله الكونقرس الإسلامي في كندا بتتبع هفوات الخطاب الإعلامي الكندي فيما يتعلق بتشويه صورة الإسلام ، ويضع تقريراً دورياً يرسله إلى وسائل الإعلام تحت عنوان «تحليل الأحقاد». لكن صحافتنا وبخاصة الصحافة الالكترونية تسارع في الأحقاد لتعيد إنتاجها وتوسع دائرتها.
لتكن الانتخابات مرحلة للحوار على أساس التعاون ، وإن لم يتحقق ذلك فبالتفاوض والمجادلة بالحسنى ، وفي ذلك جوهر التربية السياسية. وبالحجة والبرهان والتشاور واكتشاف المواقف تستمر مسيرتنا نحو البناء الوطني السليم.
هناك مسائل خلافية في كل مرحلة من مراحل البناء ، إما على مصالح ذاتية أو لاختلاف وجهات النظر. وفي حالة الاختلاف جُعل للمؤسسات حق الاختيار لما فيه المصلحة العامة ، وهذا يجب أن يقطع الخلاف على المستوى التنفيذي.
لا يستطيع القائد والرئيس أن يتبع كل ما يقوله الناس ، لأن ما يقوله الناس يكون أحياناً بعدد رؤوسهم سيما حين تدخل الأهواء والأغراض.
تكافؤ الفرص يعني ألا يحصل تجاهل لصاحب رأي ، وأن يعبر كل واحد عن نفسه في حدود المسؤولية والأدب.
وواهم من يعتقد أن تكافؤ الفرص في الديمقراطية هو أن يستوي الناس في الظروف والأحوال.
الراي العام