عصام الدين ميرغني علي حرة

مرحباً بك فى موقعك . انت لست مسجلا فى موقعك . اذا كنت مسجلا قم بالدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عصام الدين ميرغني علي حرة

مرحباً بك فى موقعك . انت لست مسجلا فى موقعك . اذا كنت مسجلا قم بالدخول

عصام الدين ميرغني علي حرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عصام الدين ميرغني علي حرة

    الثابت والمتغير في السياسة السودانية

    طارق حمزة
    طارق حمزة
    Admin


    المساهمات : 43
    تاريخ التسجيل : 24/01/2010

    الثابت والمتغير في السياسة السودانية Empty الثابت والمتغير في السياسة السودانية

    مُساهمة من طرف طارق حمزة الأربعاء فبراير 03, 2010 12:34 am



    الناظر الى فاتحة مشروع الاستراتيجية القومية التي اجيزت أول عهد الإنقاذ، يجدها تتكلم عن «الخيرية».. وأن يكون السودان خير بلدان العالم.. وأن يكون شعبه خير شعوب العالم أخلاقاً وعلماً ومعرفة.. والأخلاق والعلم والمعرفة لا تنبت كالحشائش.. إنما تحتاج للرؤية والتصور والموضوعية.. والأنساق المعرفية والعلمية.. وقد قامت الحركة الاسلامية السودانية على أساس ان من ركائز محددات الهوية السودانية الثقافة الاسلامية بأضلاعها المعروفة.. اللسان العربي والحرف القرآني والتعاليم الروحية.

    لكن.. وللأسف الشديد ظل الآخر المشدود للثقافة الاستعمارية يروج لإقصاء الثقافة الاسلامية.. وأن الثقافة الاسلامية تهضم حقوق الثقافات الاخرى.. وللأسف فإن هذا الآخر لم يكن أساساً هو الكنيسة ولا أبناء المناطق الهامشية، ولكنه النخبة اليسارية الكارهة للثقافة الاسلامية.. إما لأنها انتبهت ان مقولاتها ومرجعياتها لا سوق لها في سوح الثقافة الاسلامية أو اجتراراً لمرارات الصراع مع الحركة الاسلامية في المدارس والمعاهد.. أو نتيجة للحسد والغبينة الناتجة عن ملء الحركة الاسلامية للساحة والتمدد فيها.. أو لربما لصد نعمة التمكين التي جعلت الولاء للمشروع الاسلامي واحداً من أسس الإستخلاف السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السودان.. وإن نعمة التمكين جعلت النخبة الاسلامية هي أساس السلطة والثروة والتعليم في السودان.

    شنشنة مرفوضة

    ومهما يكن، فإن «شنشنة» هضم الثقافة الاسلامية للثقافة الافريقية، تظل شنشنة مرفوضة.. فالمهدد للثقافة الافريقية هو ثقافة «العولمة».. وثقافة «الشوكة والسكين» -أي- الثقافة الغربية وليست الثقافة العربية والاسلامية. وفي مناطق الهامش فإن بعض النخب أحبت التحدث بالإنجليزية، ولا تتحدث بالعربية ولا حتى باللسان الافريقي.. وكذلك فإن الكنائس تنشط منذ أمد في بذر الثقافة الغربية ومؤسساتها واللسان الإنجليزي والعقائد الغربية.. علماً بأن الثقافة السودانية ليس بينها وبين الثقافة الكنسية عداء مستحكم.. لأن الثقافة الكنسية والتعاليم الروحية منبعها شرق أوسطي.. إذ لم يظهر «نبي» في لندن أو نيويورك بل ظهر كافة الأنبياء وبرزوا في الشام وجزيرة العرب.. إذاً، الملة الإبراهيمية قامت على أن توحد ولا تفرق، وظلت طوال مسيرتها التاريخية منسوبة الى إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.. كما أن الملة الإبراهيمية قائمة على زواج «أبو الأنبياء» سيدنا إبراهيم عليه السلام من «هاجر» الأمة المصرية والنيلية.

    ولكن الدعوات اليسارية قامت على المادية وتعاليم «ماركس» و«لينين».. ثم هي حينما تواجه بذلك، تتخفى وتتخذ الحيل والذرائع.. لأنها وجدت في الأساس كترياق لحركة الدعوة الاسلامية.. وليس بينها وبين المعتقدات الافريقية رباط.. بل هم يحتقرون الثقافة الافريقية ويحتقرون افريقيا ويجهلون افريقيا وثقافاتها، بل يحتقرونها ويشمئزون منها ويفضلون لغة لندن وباريس وطرائق الحياة فيهما وعاداتهما.

    حركة الدعوة

    ولعل هذا ليس موضوعنا في المقال.. بل موضوعنا أن «الإنقاذ» أفلحت في إقامة هياكل بنيوية قوية لحركة الدعوة من مساجد ومنابر ومؤسسات وجامعات كالإسلامية والقرآنية والافريقية وغيرها.. ثم شرَّعت لمطلوبات التعليم العالي والجامعات ما يسمى بمطلوبات الجامعة، وهي مطلوبات قائمة أساساً على الثقافة الإسلامية.. وأصبحت جزءاً من المنهج الدراسي.. لكن مع ذلك يمكن القول بأن الحركة الاسلامية شغلت وانشغلت بمطلوبات التنمية والعمل السياسي والجهادي، عن مطلوبات التنمية الروحية.. كما أن البلاد شقيت بإنتقال عدد كبير من جهابذة الخطاب الديني الى الدار الآخرة، كالشيخ مجذوب الحجاز والشيخ عوض الله صالح والشيخ حسن الفاتح قريب الله والشيخ البرعي والشيخ الهدية والشيخ يوسف العالم والشيخ حسن حامد والشيخ حاج نور ومن قبلهم الدكتور كامل الباقر ومن بعدهم الفاضل التقلاوي والغبشاوي ويوسف إبراهيم النور ومحمد الصادق الكاروري.

    ولم يبق في الساحة ممن نعرفهم من أهل العطاء والمسجدية إلا القليل كأمثال الشيخ عطية محمد سعيد ويوسف الخليفة أبوبكر وإبراهيم العباس واحمد علي الإمام وعبدالجليل النذير الكاروري وآخرين قليلين.

    الإنشغال بالدولة

    ولعل هذا قد مثل فراغاً دينياً واكبه إنشغال الحركة الاسلامية بمطلوبات الدولة والجهاد أدى الى بروز تفريعات وشيوع خطاب سلفي تكفيري.. وعلى الأخص وسط الشباب.. وبرز ذلك مع تطرف لم يعرفه تاريخ السودان.. كما برزت ظاهرة «النقاب» التي نجد أنفسنا لسنا ضدها ولسنا معها، ولكن الى عهد قريب كانت الأمهات في السودان يلبسن «الرحط».. والى عهد قريب كان الجهل الديني والشعوذة سيدا الموقف.. وكانت الطائفية تسود.. وكان الناس يقدسون القائم على الطائفة.. علماً بأنه والى اليوم يسود الجدل هل كان فلان يصلي أم لا.. ولكنه مع ذلك هو الشيخ المطاع والمسموع الكلمة والدعوة.. لكن اليوم والحمد لله المساجد ممتلئة وأرباب الطوائف والسياسة والاقتصاد يعمرون المساجد.. ولكن في إطار هذه المسجدية كذلك فإن الخطاب الديني وغير الديني يصل عبر الفضائيات.. فكثير من الفضائيات تنضح بالسموم وبعضها بالرقائق والمدائح.. والمحصلة بالنسبة لنا أن الخطاب الدعوي ضعيف في رجاله، وضعيف في مكونات خطابه، وضعيف في محتواه ومضامينه.. وضعيف في رمزياته وإيحاءاته.

    مبادرة طه

    ولذلك نثمن عالياً مبادرة نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه في إحياء العمل الدعوي ورعايته لاسبوع دعوي تنشيطي يستقدم اليه رموز في العمل الاسلامي من الشقيقة مصر للتفاعل مع إخوانهم السودانيين ومخاطبة قضايا السعة والمرونة في الثقافة الاسلامية.. والاعتراف بالآخر.. ومخاطبة قضايا الجماعة الوطنية وتفريعاتها الاجتماعية في ظرف طغى عليه خطاب الجهوية والعرقية والفتنة الاجتماعية. وكذلك سيخاطب هؤلاء الدعاة المسؤولين تجاه افريقيا، كما سيقومون بشد العقل السوداني الى مطلوبات الدعوة ومنهجيتها وتحدياتها، في وقت أصبحت فيه السياسة والكيد والمراوغة السياسية سيدة اللحظة.

    علماً بأن العالم الاسلامي ما زال معقوداً أمله على السودان.. وما زال معقود أمله على رعاة الإبل في السودان الذين ستستقبل بهم الملة، والذين كان يدعو لهم النبي صلوت الله وسلامه عليه بأنهم إخوانه الذين لم يرهم وتكتمل بهم راية الدين.

    ولذلك نحن نثمن جهود ومبادرة الاستاذ علي عثمان محمد طه التي نشرتها صحيفة «الرأي العام»، وهذا من صلب أولويات «شيخ علي» كأمين عام للحركة الإسلامية.. وكشخص قضى كل عمره في العمل لحركة الدعوة الاسلامية.. وعلى الجهات والجامعات واتحادات العلماء وقيادات الطرق والذكر والذاكرين والإرشاد والإعلام، التقاط هذه المبادرة الكريمة وتطويرها.. بحيث يصبح السودان ساحة لخطاب الوسطية الاسلامية.. ولخطاب السعة والمرونة الذي يستصحب الآخر ويعترف به ويبعد عن التكفير والتطرف والعنف.

    أوكسجين التجديد

    ونتمنى أن يطور استاذنا علي عثمان الحوار مع العلماء القادمين، وبينهم الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الشيخ القرضاوي لفتح «أوكسجين» التجديد.. وفتح «أوكسجين» الثقافة الإسلامية على البلاد والعباد..وتهيئة الجو لإنعقاد دورة لإتحاد العلماء المسلمين في السودان. ومناقشة قضايا الخطاب الديني والكتاب الديني وقضايا الشباب، وكيفية إعطاء الشباب جرعة كافية من الثقافة الدينية وتحديد الأولويات.

    ونشكر الله سبحانه وتعالى أن سخر الاستاذ علي عثمان محمد طه لهذه المبادرة المهمة.. لأن قضية الاجتهاد والتجديد الديني قضية مهمة ويجب ان تكون حية ومثارة، ولا تقل أهمية عن التنظيم والعمل للتمكين.. وكان من المأمول أن يكون للدكتور حسن الترابي إسهامه المستمر فيها، ولكنه للأسف الشديد جرفه تيار تصفية الحسابات بعيداً حتى رأيناه يوقع أخيراً على وثيقة الشقاق وشق الصف الوطني مع «باقان» و«نقد» في مشروع لا نفهم تفاصيله، ولا ندري على ماذا يوقعون وهل هي فتنة وحرب جديدتان؟

    أين الصادق؟

    وماذا عن السيد الصادق المهدي، وأين برنامجه لتجديد مشروعه للصحوة الإسلامية.. ومن العجب العجاب ان من كان يتحدث عن الصحوة والتجديد الديني ورفع الرايات الدينية ويتهم الإنقاذ بأنها هي التي مهدت للتطرف الديني، نراه يفشل في تنزيل برنامجه للتجديد الديني حتى على أفراد جيشه.. وإذا كان أفراد جيشه يتمردون عليه ويشهرون السكاكين في وجهه ويفرون من صحوته الدينية وبرنامجه التجديدي، فعلى من ينزل السيد الصادق -مع احترامنا وحبنا له- برنامجه.. ونقول للسيد الصادق إن الشباب السوداني وشباب حزب الأمة كان قبل أربعين أو خمسين سنة يقدمون أرواحهم من أجل بيت المهدي ومن اجل السيد عبدالرحمن والسيد الصديق ويدفعون اليهم بصدقاتهم وأموالهم.. ولكنهم الآن باتوا يطالبونه بتصفية حساباتهم معه.. ويطالبون بالمال.. وأن الصحوة الإسلامية التي يدعو اليها السيد الصداق ربما صدقاً أو مواراة أخذت تخرج الناقمين والثائرين والمتمردين.. فإذا فشلت رايته الدينية داخل بيته، فهل ستنجح خارج أسوار بيته.. وإذا كان السيد الصادق المهدي قد فشل في بسط الصحوة الإسلامية داخل مجتمعه الصغير، فهل سينجح في بسط وتنزيل مفاهيم الصحوة الاسلامية على المجتمع السوداني الكبير بتناقضاته وتشابكاته.. وها هي بوادر الصحوة الإسلامية للسيد الصادق نراها على شاكلة مهاجمي دار الحزب ومحتليه.. وها هو برنامج الدكتور حسن الترابي الذي كان يتندر على العلماء، وكان يضحك على مكونات مجمع الفقه الاسلامي في أخريات عهده يتحول الى فتنة عنصرية هوجاء، نرى طرفاً منها في دارفور وتعمل جاهدة على نقلها للخرطوم.

    راية البشير

    إذاً، ماذا يبقى غير الراية الدينية التي يرفعها الرئيس البشير، وليس سراً أن الرئيس البشير مهموم بالراية الدينية.. وأن خطاباته كلها قائمة على الراية الدينية.. وأنه كما سمعنا في الأيام الأخيرة جلس مع مستشاره للتأصيل وتدارسوا مسألة الاجتهاد وتجديد الخطاب الديني بتفعيل أدوار مجمع الفقه الاسلامي في هذه المسألة.

    وهذا هو ساعده الأيمن يبتدر هذه المبادرة التي نرجو ان يكون لها ما وراءها، وأن تقود المحاضرات والحوارات والزيارات لهذا الوفد الكريم مقدمة لمشروع دعوي وعلمي ناضج.. ومثلما يكون الخريف الناجح مقدمة لموسم زراعي واعد إذا كانت البذرة جاهزة والتخطيط سليماً.. ونأمل أن يثمر الحوار مع محمد سليم العوا واخوانه في تأسيس مشروع دعوي وديني رائد، ينهض على أسس علمية ويتمكن من احتواء وتجاوز رايات التعصب والجهوية والمادية.. لأنه ليس هناك راية غير الراية الدينية قادرة على تجاوز العصبيات، وحل فتنة دارفور، وإعادة اللحمة والأخوة وإقامة الحياة التي يتوق اليها السودانيون. وإذا نجح غير السودانيين في التنمية بغير الراية الدينية، فإن التجربة التاريخية دلت أن السودانيين لن تقوم لهم نهضة، ولن تكون لهم عصبية وقوة، بغير الراية الدينية وتجديد خطابها.. فمرحباً براية الدعوة والإرشاد التي يرفعها السيد الرئيس، ويسهم فيها نائبه الاستاذ علي عثمان بتنزيل برنامجه في موقعه كأمين للحركة الاسلامية.

    منقول من جريدة الرآي العام

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 8:53 am